نعيش اليوم التاسع من رمضان مع الحبيب وحديث يدعونا للنفع وعدم الإضرار بالغير.
عن أبى سعيد بن مالك بن سنان الخدرى رضى الله عنه قال "لاضرر ولا ضرار" حديث حسن.
قوله صلى الله عليه وسلم (لاضرر) أى لايضر أحدكم أحدا بغير حق ولا جناية سابقة وقوله صلى الله عليه وسلم (ولا ضرار) أى لاتضر من ضرك سبا أوضربا وإنما الجأ للقضاء ، وإلا تحولت الحياة لغابة وفى قضايا الثار أكبر دليل.
وجاء فى معنى الحديث تحريم الضرر بالنفس بإلقائها فى المخاطر ، ومن أمثلة الضرر بالنفس التدخين وتعاطى المواد المخدرة ، ويتسع النهى عن الضرر ليشمل النهى عن إلحاق الضرر بالناس واجتناب سائر المضرات فى النفس والمال والأهل والعرض.
ومن مقاصد الاسلام منع الضرر قبل وقوعه والتخفيف من أثره وإزالته إن أمكن بعد وقوعه.
والفرق بين الضرر والضرار كما ورد فى شرح الحديث أن الضرر يحصل دون قصد، وإذا تبين لمن تسبب فيه فعليه إزالته أو معالجة ماترتب عليه ، أما الضرار فيكون عمدا وبقصد.
وردت كلمة ضرر فى موضع واحد من القرآن الكريم فى قوله تعالى (لايستوى القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر والمجاهدون فى سبيل الله بأموالهم وأنفسهم ) النساء -95
نزلت الآية كما جاء فى كتب التفسير فيمن تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك وقد عذر الله سبحانه وتعالى أولى الضرر منهم وهو عبد الله بن أم مكتوم وكان كفيفا، فالضرر فى الآية نقصان فى الحواس.
وأما الضرار فهو من فروع الظلم والتعدى على النفوس والحقوق والأموال وقد وردت كلمة لاضرار وما اشتق منها فى عدة آيات فى قوله تعالى (وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف ولاتمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه ولا تتخذوا آيات الله هزوا واذكروا نعمة الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به واتقوا الله واعلموا أن الله بكل شئ عليم) البقرة -231
والآية تتعلق بما كان يفعله العرب فى الجاهلية، كان الرجل يطلق امرأته ويتركها وعندما يقرب إنقضاء العدة يراجعها لا عن حاجة أو رغبة، ولكن ليطيل العدة عليها إيذاء وضررا فنهى الله سبحانه وتعالى عن ذلك ووضع ضوابط.
(الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ولا يحل لكم أن تأخذوا مما أتيتموهن شيئا إلا أن يخافا أن يقيما حدود الله فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما أفتدت به تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون) - البقرة 229
الإمساك بمعروف بالقيام بالمسؤوليات وواجبات الزوجية والتسريح بإحسان التخلى حتى تنقضى العدة.
والحديث ينهى عن الضرر والإضرر بمصالح الناس وينهى عن تعمد الإيذاء فى كافة العلاقات.
------------------------------
بقلم: نجوى طنطاوي